شهدت العقود الثلاثة الماضية انتشارا متصاعدا لأعداد مستخدمي شبكة الانترنت والهواتف الذكية واستخداماتها في مجالات الأعمال، التجارة، الخدمات الحكومية، التعليم والمعرفة والترفيه، السياحة والرعاية الصحية وغيرها من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد أصبح التحول الرقمي من الضروريات بالنسبة لكافة المؤسسات التي تسعى إلى التطور وتحسين خدماتها وتسهيل وصول المستفيدين لها، من خلال استخدام الوسائل والأدوات الرقمية التي حققت انتشارا سريعا، حيث تعمل هذه الأخيرة على تحسين جودة المنتجات، وتبسيط إجراءات الحصول عليها متجاوزة بذلك الوقت والمكان وحتى السعر، كما تعمل على خلق فرص لتقديم منتجات مبتكرة وإبداعية. ومع الفرص التي يقدمها هذا النمو والانتشار المتزايد في المعاملات والخدمات الالكترونية، تبرز أهمية استغلالها في التسويق الرقمي للعديد من المنتجات ومن أهمها الخدمة السياحية.

حيث تعتبر السياحة أحد أهم الأنشطة الاقتصادية ومصدرا هاما لإيرادات العملات الأجنبية وتحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في العديد من البلدان، إذ يتم إنتاج حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم في هذا القطاع، كما يخلق قطاع السياحة وظيفة من بين كل 4 وظائف جديدة في جميع أنحاء العالم.

إلا أن تفشي وباء كورونا كان له تأثيرا كبيرا على قطاع السياحة حول العالم بسبب القيود المفروضة على السفر من غلق الحدود والمطارات، مما أدى إلى انخفاض حركة الطلب على السفر الدولي الذي أدى إلى خسارة بلغت نحو  1.3 تريليون دولار. لذا كان لابد من وضع استراتيجيات للنهوض بهذا القطاع وتعافيه، فكانت السياحة الداخلية من أكثر الحلول المقترحة.

إذ تعبر السياحة الداخلية على  النشاط السياحي الذي يتم من مواطني الدولة لمدنها المختلفة التي يوجد بها جذب سياحي أو معالم سياحية تستحق الزيارة، أي أن السياحة الداخلية هي صناعة تكون داخل حدود الدولة ولا تخرج عن نطاقها. لذا فهي تمثل قوة جذب بالنسبة للعائلات، باعتبارها داخل بلدهم وبلغتهم وتحمل ثقافتهم، مما يجعلهم يمارسونها حتى في عطلة نهاية الأسبوع، ما يجعلها سياحة ناجعة خاصة في ظل الأزمات مثل جائحة كورونا. لذا تعد السياحة الداخلية فرصة للمواطنين للتعرف على بلدهم واستكشافه، كما تلعب دورا مهما في زيادة الاستثمارات السياحية والدخل السياحي وخفض نسبة البطالة، ما يجعلها على رأس القطاعات الاقتصادية التي تعود بالنفع على المجتمعات المحلية، وهذا ما يستوجب ضرورة الاستمرار بالحملات الترويجية والبرامج السياحية باعتماد الرقمنة.

حيث جعل انتشار الإنترنت ومحركات البحث والمواقع الإلكترونية المواطنين أكثر دقة في اختياراتهم وأكثر معرفة من ذي قبل بالأماكن السياحية وخصائصها، فأصبح أكثر طلبا لها وأصعب في إقناعه. حيث يمكن للفرد تصفح المواقع الإلكترونية فيصبح لديه القدرة على دراسة العروض والأسعار المقدمة والمقارنة بينها. لذا لابد من اعتماد التسويق الرقمي للتأثير على سلوكياتهم والتوجه إلى السياحة الداخلية.

سعت الجزائر كغيرها من الدول لتخفيف الضغط عن المجتمع الجزائري بالتوجه إلى تنشيط السياحة الداخلية باعتماد الوسائط الرقمية وما تقدمه من امتيازات، وذلك بالتسويق الرقمي للأماكن السياحية التي تزخر بها، سعيا منها للتأثير على سلوكيات المواطنين والتوجه نحو السياحة الداخلية.

انطلاقا من ذلك فإن مشكلة الدراسة يمكن تحديدها من خلال التساؤل الآتي:

ما مدى مساهمة التسويق الرقمي في تغيير سلوكيات السائح الجزائري اتجاه السياحة الداخلية  في الجزائر؟

نسعى من خلال هذا الملتقى تحقيق الأهداف الآتية:

1- تقييم الجهود الوطنية للتوعية والتحسيس بأهمية السياحة الداخلية.

2- دراسة واقع تبني التسويق السياحي الرقمي في الجزائر لتنشيط السياحة الداخلية.

3- التعرف على التحديات الراهنة التي تواجه قطاع السياحة في الجزائر.

4- التعرف على آفاق قطاع السياحة في الجزائر في ظل التحول الرقمي.

5- توعية الجمهور بأهمية المشاركة في حملات التسويق للأماكن السياحية والتعريف بالموروث الثقافي باعتماد مختلف الوسائط الرقمية تجسيدا لمفهوم السياحة البديلة.

6- استعراض تجارب دولية لتعزيز تبني التسويق الرقمي لتنشيط السياحة الداخلية.

المحور الأول: الإطار المفاهيمي حول التسويق السياحي الرقمي.

المحور الثاني: أثر التسويق الرقمي في تغيير سلوكيات السائح الجزائري.

المحور الثالث: واقع تبني الوكالات السياحية والمؤسسات الفندقية وغيرها للرقمنة في تسويق خدماتها.

المحور الرابع: دور الشراكة المجتمعية في زيادة الوعي السياحي نحو السياحة الداخلية.

المحور الخامس: واقع، تحديات وآفاق السياحة الداخلية في الجزائر.

المحور السادس: تجارب ناجحة في اعتماد التسويق الرقمي لتنشيط السياحة الداخلية.

يرجى من المشاركين التقيد بالشروط العلمية والتقنية التالية:

• أن تكون المداخلة في أحد محاور الملتقى، وتتسم بالجدية في الطرح والأصالة العلمية والمنهجية المضبوطة.
• أن لا تكون المداخلة قد تم نشرها في مجلة أو قد تم تقديمها في تظاهرة علمية أخرى.
• تكتب المداخلات باللغة العربية بخط Simplified Arabicحجم 14، وبخط  TimesNew Romanبحجم 12 للمداخلات باللغة الأجنبية، وبهوامش 2 سم على كل الاتجاهات.
• يكون التهميش حسب طريقة APA، وعدد صفحات المداخلة لا يتجاوز 20 صفحة بما في ذلك المراجع والملاحق.
• تعطى الأولوية للدراسات الميدانية ودراسات الحالة، على أن لا تخرج المداخلة عن محاور الملتقى.
• أن تشمل المداخلة ملخص باللغة العربية و بلغة أجنبية ويحتوي كذلك على كلمات مفتاحية.